نسمع دائما كلمة تترد فيما بين المدمنين المتعافين وايضا النشطين علي حد سواء، وحتي في كثير من الأماكن العلاجيه الا وهي كلمة الانتكاسة..
كل تلك الأسئلة وارده، ولكن يمكن ان نلخص الموضوع في الأتي:
سنتحدث أولا عن تعريف كلمة الانتكاسة ونبين المعنى الحقيقي لتلك الكلمة، حيث يعتقد الكثيرون أن الانتكاسة هو أن يقوم الشخص المتوقف عن التعاطي لفترة من الزمن بتعاطي المخدر مرة أخرى، وهذا الكلام غير صحيح تماما. يجب أن نعي تماما أن هناك فرقا كبيرا وشاسعا بين التوقف عن التعاطي وبين التعافي، حيث ان التوقف يعني أن الشخص ممتنع عن التعاطي بالصدفه أو أتى هذا التوقف من دون أساس صحيح، وبالتالي فإن هذا التوقف وفي اغلب الأحيان يكون محكوما عليه بالفشل وأن النتيجة الطبيعية والحتمية هي العودة مرة أخرى إلى التعاطي من جديد.
أما التعافي فيكون التوقف مدروسا وقد أتى بناء على دراسة وتحت إشراف أشخاص متخصصين أو لهم خبرة في مجال التعافي، والتوقف في هذه الحالة يكون خطوة مهمة جدا ولكن لا يكون التوقف هو الهدف في حد ذاته بل تتبعه خطوات عديدة تمكن المدمن من المحافظة على هذا التوقف. ويفيد التعافي ايضا في أن الشخص المدمن يجد تغييرا كاملا في جميع شؤون حياته إلى الأفضل وتكون حياته مدبرة وقادرا على التواصل مع المجتمع من جديد. ونحن دائما نقول ما فائدة التعافي إذا لم يخلق للمدمن حياة جديدة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى.
بعد كل ما ذكرناه عن الفرق بين التوقف والانتكاس نستطيع الآن أن نعرف معنى الانتكاسة وتستطيع الأن أن تعي وتفهم معناها بشكل جيد.
الانتكاسة: هي عودة المدمن المتعافي إلى نمط الحياة القديمة(سلوك حياة التعاطي) وتبدأ حياة المدمن بالتدهور من جديد وتسمي هذه (انتكاسة فكرية).
نستطيع أن نري من هذا التعريف أن الانتكاسة لا تعني بالضرورة عودة المدمن الى التعاطي الفعلي حتى نطلق عليه أنه شخص منتكس، بل في أغلب الأحوال تكون الانتكاسة هي انتكاسة فكرية وذلك من خلال كلمة ‘عودة المدمن الى نمط الحياة القديمة’. أي إن أغلب المدمنين قبل أن يتعاطوا المخدرات فعلا نراهم قد بدأوا يمارسون سلوكياتهم الإدمانية من جديد كالكذب والإنكار والإسقاط والتبرير والمراوغة. وهذا دورنا في الحريه من خلال فريق عمل ناجح أن نتنبأ بالشخص بأنه سينتكس فعلا قبل أن يتعاطي شيئا من المخدرات بملاحظه تلك السلوكيات ونحاول بشتي الطرق أن ننبه المدمن لها عن طريق كثير من الأرشادات ومن ثم يمكن الأن الى جادة الصواب قبل أن يستفحل الموضوع ويتعاطى فعلا فتكون الانتكاسة حقيقية.
الرغبة في التعاطي
قد يستاء بعض المدمنين بعد خروجهم من المكان العلاجي من وجود الرغبة القوية في التعاطي من جديد، ويتوهمون أن سبب هذا الشعور هو أن العلاج الذي خضعوا له لم يكن جيدا وبأنهم سينتكسون لا محالة ويواجهون شعورا بالذنب من تلك الرغبة مع مشاعر سلبية تجاه نفسه، ويخجل المدمن من ذكر ذلك الشعور بالرغبة في التعاطي لأي شخص حتى لا يؤنب أو حتى لا يخبره أحد بأنك إنسان فاشل وفاقد للإحساس بالمسؤولية.
ولكننا نقول لهم إن تلك المشاعر هي طبيعية مئة في المئة ولا يجب الخجل من تلك الرغبة او من ذلك الشعور. فمن الطبيعي جدا أن يشعر المدمن بعد العلاج مباشرة بتلك الرغبة والا كان هناك أمر غير صحيح، فكل المدمنين الذين امضو فترات جيدة في التعافي قد شعروا بتلك المشاعر وعلى المدمن أن يعي هذا الأمر تماما وإلا التهمته تلك المشاعر السلبية، وعلى المدمن ألا يستخف بتلك الرغبة أو بتلك المشاعر وإلا كانت النهاية الطبيعية هي التعاطي من جديد.
لذلك يجب على المدمن أن يشارك أحدا ما في رغبته تلك، قد لا يستطيع الشخص العادي أن يتفهم تلك المشاعر ولكن معالج الإدمان والمدمنين المتعافين يفهمون تلك المشاعر جيدا ويستطيعون أن يخبروا المدمن كيف يتعامل معها. وهذه من أهم مميزات برنامجنا للمتابعه.
إذا فكما قلنا ان تلك المشاعر هي طبيعية جدا، بل من المفروض أن يمر بها المدمن والا كان هناك شيء غير طبيعي. ولكن تضل تلك المشاعر أو لنقل الرغبة مؤلمة ومتعبة جدا للمدمن لذلك نريد أن نعرف ما هي الأسباب الحقيقية لتلك الرغبة ومن ثم كيف يتعامل المدمن معها؟.